مع عودة “كورونا” تكلفة دخول المستشفى أكثر من 30 مليون ليرة
موجة كورونا الجديدة على الأبواب، احذر أيّها المواطن، الجائحة ليست بمزحة، في حال إصابتك بالفيروس واستدعت حالتك دخول المستشفى، قد تكون عاجزاً عن ذلك، فالمستشفيات دولرت أسرّتها، حيث تخطّى سقف التّأمين الأوليّ عتبة الثّلاثين مليون ليرة، أو حتى عاجزاً عن تأمين الدّواء إن وجد، بعد أن أصبح بحاجة إلى ميزانيّة خاصّة، إذ تتراوح أسعار الأدوية المعتمدة في معالجة مرضى كورونا بين 50 ألف و200 ألف ليرة.
وسجّل لبنان لغاية اليوم 570098 حالة إصابة بفيروس كورونا، فيما وصل عدد الوفيّات إلى 7938.
مأزق صحّيّ
وعلى وقع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وتخطّيها الألف حالة يوميّاً، حذّر رئيس لجنة الصّحة النّيابيّة د. عاصم عراجي من خطورة الوضع قائلاً عبر “أحوال”، إن بقي الوضع على ما هو عليه، فنحن أمام احتماليّة مأزق صحّيّ كبير بحلول شهر أيلول، نحن على مشارف موجة جديدة لتفشي كورونا، وقد تكون أخطر من سابقاتها، لا سيّما بعد ارتفاع الإصابات اليوميّة بالفيروس، وتخطّي النّسبة الإيجابيّة للفحوصات الـ 6%، وازدياد دخول العناية يوميّاً، وسط إقفال معظم أقسام كورونا، ناهيك عن هجرة الكثير من الأطباء والممرضين، وعدم الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائيّة، إضافة إلى أزمتيّ المحروقات والكهرباء، وشحّ الدّواء والمستلزمات الطبية، وانهيار العملة الوطنية مقابل الدّولار.
ويضيف عراجي، جملة الأزمات تنذر بالأسوأ، علينا إيجاد الحلول بأسرع وقت لإنقاذ لبنان من منزلق خطير، الحلّ الوحيد يكون بتشكيل حكومة سريعة، تتزامن مع مساعدة المؤسّسات الدوليّة لحماية ما تبقى من لبنان.
لتسريع التّلقيح
في المقابل، تقول مستشارة رئيس الحكومة للشّؤون الصّحية ورئيسة اللّجنة التّنفيذيّة للقاح د. بترا خوري، إنّنا اليوم أمام معركة جديدة مع فيروس كورونا، معركة المتحور “دلتا”.
لبنان سيشهد موجة إصابات كبيرة في شهر أيلول، وعلى الجميع أخذ جرعتيّ اللّقاح، يجب التّحصين ضدّ “دلتا”، من خلال تسريع عمليّة التّلقيح، وعبر الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، مشيرة إلى أنّ المتّحور “دلتا” ينتشر في خلال 10 ثوان بين شخص وآخر، وهذا الانتشار السّريع للمتحور سيؤدي إلى دخول المستشفى بشكل أكبر.
المستشفيات عاجزة
يشدّد نقيب المستشفيات الخاصة د. سليمان هارون، على أنّ الوضع مخيف، والمستشفيات عاجزة عن استيعاب موجة ثالثة من كورونا، دخول المستشفى لم يعد سهلاً، خصوصاً وأنّ التكاليف أصبحت باهظة للغاية، في ظلّ ضعف تغطية الجهات الضّامنة وشركات التّأمين.
ويلفت إلى أنّ ارتفاع أسعار ماكينات الأوكسيجين مع صعوبة تأمينها، إضافة إلى شحّ الأوديّة والمستلزمات الطّبيّة، وإن تمّ الحصول عليها فيكون ثمنها جنوني، وكذلك الأمر بالنّسبة للفحوصات الطّبيّة الرّوتينيّة، فأصبحنا ندفع ثمنها على أساس سعر السّوق السّوداء.
ويتابع هارون، من هنا نحذر، من زيادة عدد الإصابات، ولاحظنا أنّ الأشخاص الذين تلقّوا اللّقاح، هم عرضة للإصابة مرّة ثانية بالفيروس، منهم من تكون أعراضهم خفيفة، فيما البعض الآخر خصوصاً الذين يعانون أمراضًا مزمنة مثل مرضى السكري وغسل الكلى تكون أعراضهم قوية، وفي معظم الأحيان تؤدي إلى الوفاة.
وعن تكاليف الرّعاية الصّحيّة في المستشفيات، يلفت إلى أنّ الإقامة في المستشفى اليوم، إن حالف المريض الحظّ بدخولها، قد تكلّفه أكثر من ثلاثين مليون ليرة، إن لم يتم رفع تعرفة الجهات الضّامنة بشكل يغطي هذه الفروقات. هذا الأمر تعجيزي في ظلّ الأزمتين الاقتصاديّة والماليّة التي تعاني منها البلاد.
ويدعو هارون المواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائيّة، لأنّ المرحلة حسّاسة للغاية، إن دخل لبنان في موجة ثالثة من كورونا، هناك مرضى قد يموتوا على أبواب المستشفيات، نظراً لضعف قدرتها التّجهيزيّة.
ويردف، اليوم نعاني الكثير من المشاكل والمعوقات، فلا تحمّلونا مسؤولية ما يحصل، فلتتحمّل الدّولة مسؤوليتها وتأمّن الأموال الكافية للمستشفيات، وتعيد الأطباء والممرضين الذين تركوا لبنان بسبب الاوضاع الاقتصاديّة الصّعبة، وتسعى إلى تأمين الأدوية والمستلزمات الطّبيّة والأوكسجين والمازوت بسعر السّوق، بعدها يمكننا المجابهة، نحن لا نستطيع الاستمرار بهذا الوضع ولا العمل باللّحم الحيّ.
ويختم، هذا الواقع الأليم والتخبّط والتّعثر وعدم الوضوح في الرؤية وانعدام تحمل المسؤوليّة، ستدفع المستشفيات إلى عدم الاستمرار، وسيدفع المريض ثمن هذا العجز.
ناديا حلاق